بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول الله تعلى : " مثل الشيطان إذ قال للإنسان إكفر فلما كفر قال إني برىء منك إني أخاف الله رب العالمين)
لطالما تمنى الشيطان أن يكفر الإنسان لا سيما المؤمنين و الصالحين و الملتزمين و لطالما كانوا هدفاً مغرياً له و لذلك جنّد إبليس أتباعه من الجِنّة و الناس ليقوموا بإغواء المسلمين فإن استطاع أن يجعلهم يكفروا فعل و إن لم يستطع حاول تزيين المعاصي لهم و إن لم يستطع شغلهم بالمهم عن ما هو أهم كأن يقول للمرء قم الليل و صلي و يقنعه بفضل صلاة الليل و إكثارها و قبل الفجر يقول له نم و اصح قبل الفجر بقليل و صلي فينام و لا يصحو على صلاة الفجر فيكون قد شغله بالمهم ألا و هو صلاة النافلة عن ما هو أهم ألا و هو صلاة الفجر.
و هاكم ما يروي المفسرون في الآية المذكورة آنفاً
كان في ما مضى عابداً طائعاً من عباد بني إسرائيل – هو عابد و ليس عالم و هناك فرق – و كان هناك أربعة رعاة لهم أخت و لم يكن لهم في تلك البلدة من يأمنونه على أختهم و كانوا يريدون السفر فأقنعوا العابد أن يودعوا أختهم عنده فوافق بعد جهد ..
تركوا أختهم و كان العابد يضع الطعام على الباب و يعود إلى داخل صومعته فتأتي الفتاة فتأخذ الطعام و تذهب و هكذا حتى قال له الشيطان : أين المروءة ... أين الشهامة ....كيف تدع الفتاة تأتي و تخرج و حدها اذهب و أعطها الطعام أنت ففعل العابد . و ما لبث الشيطان حتى أقنعه أن يلقي السلام عليها حين يصل إلى مخدعها ثم يضع الطعام و يعود إلى صومعته . . . . ثم بدأ الشيطان يستخدم أسلوب تزين المعصية أسلوب التلبيس قال له تكلم إليها فهي وحيدة لم تكلم أحد منذ فترة و لك أجر مواساتها لعلها بحاجة إلى شيء غير الطعام فهي لا تزال من البشر تحتاج إلى الناس . . . . و ما كان للعابد إلاّ أن دخل إليها و تكلم معها و صار كل يوم يدخل إليها يكلمها فحلت في قلبه موقعاً و زين له الشيطان ذلك فوقع بها . . . نعم ذلك العابد يزني يفعل كبيرة من الكبائر فما خلى رجل بامرأة حتى كان الشيطان ثالثهما . . . و لعل الشيطان يقف و يرضى هنا ؟؟!! . . . لا فهو يبغي أكثر من ذلك .
أنجبت الفتاة طفلاً فقال الشيطان له أنت عابد بني إسرائيل . . . و إن علم الناس ما فعلت لهجروا الدين و احتقروا العباد و أهانوهم ... عليك أن تمحي أثرك .. أقتل الفتاة و المولد الجديد ... ففعل العابد ما قاله اللعين و مضى الوقت و عاد الإخوة ..
سألوا عن أختهم فقال العابد أنها مرضت مرضاً معدياً و ماتت على أثرها فدفنتها في الغابة .. صدق الإخوة هذا الكلام .. فهو العابد هو أصلح القوم كيف لا يصدقو نه !!
و هل اكتفى إبليس ؟؟ لا فهو يريد ما وراء الحدود ... ظهر الشيطان في المنام للإخوة و قال لهم أن العابد زنى بإختكم و أنجب منها طفلاً فقتلهما و هم مدفونين في مكان كذا عند الموضع كذا ..
أصبح الإخوة متعجبين ... قال أحدهم رأيت شيئاً عجاب الليلة .. رأيت كذا و كذا .. فقال الآخر و أنا و الله رأيت ذلك و قال الثاني و قال الثالث .. فذهبوا إلى ذلك المكان , و وجدوا الطفل و أختهم .
أخبرو الحاكم بالأمر فأمر بقتله .. و قبل تنفيذ الحكم قال له الشيطان أنا أوقعتك بهذا و أنا أخرجك منه ... أسجد لي واحدة ..(لعنك الله و أجارنا من كل وسواس خناس )
فسجد العابد !!! فقال الشيطان إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين !!!!
المصدر : مداخل الشيطان للشيخ محمد حسان
شريط انصحكم بسماعه