عدد الرسائل : 679 العمل/الترفيه : ابحث عن عمل نقاط التميز : 29883 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 27/07/2008
موضوع: الهدي النبوي في التعامل مع الظواهر الكونية الخميس سبتمبر 18, 2008 1:18 am
حديثنا اليوم عن الهدي العلمي النبوي في التعامل مع الظواهر الكونية، فقد سبق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في التفسير العلمي للظواهر والنواميس الكونية الإلهية، فكل شئ في الكون مخلوق لغاية مقدرة بميزان الحكمة، وكل شئ في الكون له تفسيره العلمي الذي يوضحه.
فعن أبي المنذر أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به" (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها. (رواه أبو داود بإسناد حسن).
وقوله صلى الله عليه وسلم من روح الله أي رحمته بعباده.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، أعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به. رواه مسلم.
ففي الأحاديث النبوية الشريفة السابقة من الهدي العلمي النبوي ما يؤكد أن الريح فيها الخير، وفيها الشر، فمن خير الريح أنها لواقح النبات وللسحاب حيث تنقل حبوب اللقاح من الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة قال تعالىفأنزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه، وما انتم له بخازنين) (الحجر 22).
قال المفسرون: الرياح لواقح، أي حوامل للسحاب أو للماء تمجه فيه أي ملقحات بالسحاب أو للأشجار.
والرياح هي التي تحمل السحاب المحمل بالأمطار من مكان إلى آخر، وهذا يتسبب في نزول المطر، وإحياء الأرض بعد موتها، قال تعالى: (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها، كذلك النشور) (فاطر9).
قال المفسرون فتثير سحابا: أي تحركه وتهيجه. والرياح من البشرى التي يرسلها الله سبحانه وتعالى لعباده قال تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه إلى بلد ميت فأنزلنا به الماء، فأخرجنا به من كل الثمرات، كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون) ( الأعراف 57).
وقال تعالى: (أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر، ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أئلاه مع الله، تعالى الله عما يشركون) (النمل 63).
والرياح هي التي تحرك السفن الشراعية في البحر. قال تعالى: (من آياته الجوار في البحر كالأعلام، إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره، إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) (الشورى32-33).
وفي الجانب الآخر فإن الرياح تستخدم في العذاب والتدمير. قال تعالى: (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته، وما ظلمهم الله، ولكن أنفسهم يظلمون) (آل عمران 171).
قال المفسرون: فيها صر أي برد شديد، أو سموم حارة أصابت حرث قوم:أي زرعهم.
والمعلوم علميا أن الرياح شديدة البرودة والصقيع تؤدي إلى توقف العمليات الحيوية في النبات وهلاكه وكذلك الرياح الساخنة تفسد الزرع وتهلكه.
ولقد أهلك الله سبحانه وتعالى عادا بالريح. قال تعالى: (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، فترى القوم فيها صرعى كأنهم إعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية) (الحق6-.
وقد اخرج الإمام مسلم رضي الله عنه في صحيحه- باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي حميد انطلقنا حتى قدمنا تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقم منكم أحد. فمن كان له بعير ليشد عقاله" فهبت ريح شديدة فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طئ .
ونحن نشهد في هذه الأيام الريح العاصفة، والأعاصير المدمرة التي تدمر كل شئ بأمر ربها، فالريح والأعاصير أهلكت العديد من المقاطعات والبلدان في أمريكا، والصين، والهند، واليابان، فكان من الهدي العلمي النبوي التعامل مع نواميس الكون بعلمية وموضوعية تامة، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك خير هذه الريح، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به". وقال أيضا: " الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها"، فاللهم أرسل علينا ريحا طيبة رطبة محملة بالمطر غير المهلك، وقنا شر ريح السموم والعذاب واجعلنا من عبادك الذين يقدرون نعمك حق قدرها.